التاريخ سيحكي .. السيد نصر الله ضمير الامة ...
الخميس, 16-يونيو-2016
|
بقلم/ ناصر أحمد الريمي -
مواقف مشرفة اتخذها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حيال العدوان السعواميركي على اليمن في ظل الصمت الدولي ، مواقف عروبية مشرفة جاءت في لحظة تاريخية صعبة، صمت فيها العالم أجمع تجاه المجازر والجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن. ان مواقف حزب الله وامينها العام تجاه اليمن والأمة العربية والإسلامية تجسد روح الضمير الإنساني الحي في ظل صمت عربي ودولي مخجل ومعيب فالشعب اليمني لم يستغرب موقف حزب الله وأمنيه العام المتضامن مع مظلومية الشعب اليمني لأنه كما قال واجب شرعي، فالعرب والمسلمين والإنسانية تدين للسيد نصر الله لأنه فضح العصابة الصهيونية والأنظمة العميلة وأسهم بشكل فاعل في إحياء روح المقاومة والجهاد في القلوب ... سيحكي التاريخ عن صاحب المواقف الثابتة والمبادئ السامية حيال بلدنا اليمن وقضيته العادلة، كما هو الحال تجاه قضايا المنطقة وأبرزها القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين ,مواقف شملت مضامين ومعاني ما للإنسانية من قيم ومبادئ وما للرجال من مواقف صادقة مع الضمير، حينما اختفت وتراجعت تلك القيم والمواقف للدول والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية. ولا غرابة في المواقف الأخلاقية والإنسانية والقيمية الشريفة والنبيلة لسيد المقاومة وحزب الله الذين صنعوا للأمة طريق المجد والكرامة والانتصار على الكيان الصهيوني، والذين علموا أحرار اﻷمة والعالم طريق الحرية والنضال بوجه اﻻستعمار الصهيو أمريكي وأذياله في المنطقة العربية والإسلامية، والتي بسببها يدفع حزب الله وجمهوره اليوم أثمانا كبرى، وعلى كل المستويات". ولبدء للتاريخ هنا ان يحكي عن ضمير الامة السيد حسن نصرالله فهو سيد المقاومة من مواليد 31 أب 1960، وهو من بلدة البازورية في جنوب لبنان، والده السيد عبد الكريم نصر الله، والسيد حسن هو الأكبر سناً في العائلة المكوّنة من ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات وكانت الولادة والسكن في حي "الكرنتينا"، أحد أكثر الأحياء فقراً وحرماناً في الضاحية الشرقية لبيروت، وهناك تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة "الكفاح" الخاصة، وتابع دراسته المتوسطة في مدرسة "الثانوية التربوية" في منطقة سن الفيل. وعند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (نيسان 1975) عادت عائلته إلى البازورية، حيث واصل تعليمه في المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من صغر سنه تم تعيينه مسؤولاً تنظيمياً لبلدة البازورية في حركة أمل وأبدى منذ حداثته اهتماماً خاصاً بالدراسة الدينية متأثراً بالإمام السيد موسى الصدر. وقد تعرف السيد نصرالله خلال فترة تواجده في جنوب لبنان على إمام مدينة صور سماحة السيد محمد الغروي، الذي ساعده في ترتيب التحاقه بالحوزة العلمية في النجف الاشرف أواخر العام 1976، فغادر الى النجف الأشرف ومعه رسالة تعريف من السيد الغروي الى المرجع الديني الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) الذي أبدى اهتماماً ملفتاً به، وكلّف سماحة السيد عباس الموسوي (رض) مهمة الإشراف على الطالب الجديد والعناية به على المستويين العلمي والشخصي. وفي عام 1978، غادر نصرالله العراق متخفياً متوارياً عن أنظار النظام العراقي، نظراً لحالة الجور والاضطهاد التي مورست ضد الحوزات الدينية (علماء وطلاب)، وفي لبنان التحق بحوزة الإمام المنتظر (عج)، وهي المدرسة الدينية التي أسسها الشهيد السيد عباس الموسوي الذي كان ممنوعاً بدوره من العودة الى العراق، وهناك واصل دراسته العلمية مجدداًوالى جانب نشاطه العلمي في الحوزة الدينية في بعلبك، عاود السيد نصر الله نشاطه السياسي والتنظيمي في حركة أمل بمنطقة البقاع،حيث تم تعيينه سنة 1979 مسؤولاً سياسياً لمنطقة البقاع وعضواً في المكتب السياسي لحركة أمل. وفي عام 1982، انسحب مع مجموعة كبيرة من المسؤولين والكوادر من حركة أمل اثر خلافات جوهرية مع القيادة السياسية للحركة آنذاك حول سبل مواجهة التطورات السياسية والعسكرية الناتجة عن الاجتياح الاسرائيلي للبنان. وقد توالى السيد نصرالله مسؤوليات مختلفة في حزب الله منذ بداية تأسيسه عام 1982 عقيب الاجتياح الصهيوني وانطلاق حركة المقاومة الاسلامية في لبنان وواصل نشاطه العلمي في المدرسة الدينية في بعلبك الى جانب توليه مسؤولية منطقة البقاع في حزب الله حتى العام 1985، حيث انتقل الى منطقة بيروت، وتولى فيها مسؤوليات عديدة. وفي عام 1987، تم استحداث منصب المسؤول التنفيذي العام لحزب الله، حيث جرى تعيينه في هذا المنصب الى جانب عضويته في شورى القرار (أعلى هيئة قيادية في حزب الله) وفي عام 1989 غادر إلى مدينة قم المقدسة للإلتحاق بالحوزة العلمية مجدداً وإكمال دراسته، ولكنه عاد بعد عام واحد ليكمل مسؤولياته بناءً لقرار الشورى وإلحاح المسؤولين والكوادر الأساسيين وتحت ضغط التطورات العملية والسياسية والجهادية في لبنان آنذاك وفي عام 1992، تم إنتخابه بالإجماع من قبَل أعضاء الشورى أميناً عاماً لحزب الله خلفاً للأمين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي الذي اغتالته القوات الاسرائيلية في 16 شباط 1992 في بلدة تفاحتا خلال عودته من بلدة جبشيت في جنوب لبنان حيث كان يشارك في احتفال بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد شيخ شهداء المقاومة الاسلامية الشيخ راغب حرب. وخلال توالي نصرالله الامانه العامة للحزب الله خاضت المقاومة الاسلامية عدداً من الحروب والمواجهات البطولية مع جيش الاحتلال، كان أبرزها حرب "تصفية الحساب" في تموز 1993، وحرب "عناقيد الغضب" في نيسان 1996 التي توّجت بتفاهم نيسان الذي كان أحد المفاتيح الكبرى لتطور نوعي لعمل المقاومة الاساسية أتاح لها تحقيق الإنجاز التاريخي الكبير المتمثل بتحرير القسم الأكبر من الاراضي اللبنانية في أيار من العام 2000 م. وخلال توليه الامانة العامة، خاض حزب الله غمار الحياة السياسية الداخلية في لبنان بشكل واسع، وشارك في الانتخابات النيابية عام 1992، وهي أول انتخابات نيابية تجري بعد انتهاء الحرب الاهلية في لبنان، فحقّق فوزاً مهماً تمثل بإيصال 12 نائباً من اعضائه الى البرلمان اللبناني، مشكّلاً بذلك كتلة الوفاء للمقاومة. |