دجاج مستورد غير صالح للاستخدام الآدمي يغزو الأسواق اليمنية
خاص
كشف المركز اليمني للإعلام عن وجود دجاج مستورد غير صالح للاستخدام الآدمي يغزو الأسواق اليمنية. ونشر المركز في موقعه الالكتروني تقريراً خاصاً يحوي تفاصيل صفقة الدجاج المجمد الذي تم استيراده من تركيا عبر ميناء الحديدة من قبل أحد النافذين وتم تخزينه بطريقة مخالفة فضلا عن ان تاريخ صلاحيته اوشك على الانتهاء . ونقل موقع المركز عن مسؤولين في الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس والجمعية اليمنية لحماية المستهلك، تكيدات عن ان الصفقة لم تخضع للفحص، وسط تحذيرات صحية من اضرار بالغة الخطورة قد تصيب صحة المستهلكين. وأورد التقرير شهادات مواطنين وملاك مطاعم تفيد بتغير لون اللحم وتحوله الى اللون الداكن مع ظهور بقع دم بصورة واضحة في اللحم قبل طبخه.بين عشية وضحاها، وأعلنت معظم المطاعم اليمنية عن تخفيضات مغرية في سعر لحوم الدجاج الذي تقدمه للزبائن، من (1500 ريال) قيمة الدجاجة المشوية، هبط السعر الى نحو (700 ريال) عن كل حبة. (الدولار يساوي 250 ريالا)
وأثار التخفيض المفاجئ في أسعار الدجاج المجمد، وتغير لون اللحم علامات الاستفهام حول صلاحيته من عدمه.
وننقل هنا تفاصيل التقرير :
تتبع قصة الدجاج المجمد الذي غزى الاسواق اليمنية، وبأسعار وصلت ربما الى اقل من سعر الكلفة. وعقب اسبوع من التقصي والبحث اكتشف معد التقرير ان صفقة كبيرة من الدجاج المجمد تم استيرادها من تركيا، من قبل احد النافذين المقرب من السلطات ودخلت اليمن عن طريق ميناء الحديدة دون ان تخضع للفحص والمراجعة من قبل السلطات المعنية بمراقبة المنتجات الاستهلاكية ومدى ملائمتها للاستخدام الآدمي.
وتبين لاحقاً، أن الدجاج المجمد التي تم توزيعها على مختلف الاسواق اليمنية وتحديدا في صنعاء والحديدة، تعرضت لتخزين سيئ، فضلا عن ان تاريخ الصلاحية اوشك على الانتهاء، كما أن لون اللحم تحول الى الداكن وظهرت بقع الدم بصورة واضحة على اللحم المجمد قبل طبخه، وهو ما لا يلاحظه المستهلك الذي يقدم اليه الدجاج بعد شويه بلون الشواء.
توجهنا صوب الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس بصنعاء لمعرفة مدى مطابقة الدجاج المجمد المنتشر في الاسواق للاستخدام الادمي، وهناك وجدنا صعوبة بالغة في الخروج بتصريح حول الصفقة التي اتضح لاحقا انها لم تمر عبر الهيئة وفق ما ذكره مصدر رفيع في الهيئة طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع على اعتبار ان التاجر المستورد استخدم نفوذه لتمرير الصفقة لا زلنا في الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس التي طلبنا منها اجراء فحوصات على عينة من الدجاج لكن ذلك لم يتم. وأقر مدير دائرة الجودة في الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس ابو الحسن النهاري بانعدام الرقابة، وقال في حديثه لـ(المركز اليمني للإعلام) إن الوضع السيئ الذي تعاني منه البلاد أثر سلباً على مسألة الرقابة على المنتجات والأسواق، ونعاني من اشكاليات ومضايقات وتهديدات تعيق محاسبة المخالفين للأنظمة والقوانين.
وأضاف النهاري: الدجاج المجمد يعتبر من المنتجات ذات المخاطر العالية التي تحرص الهيئة على فحص ما يدخل منه الى اليمن بشكل دقيق لأنه يحتاج الى تخزينه في درجة حرارة معينة، ولو تغيرت درجة الحرارة فسيحدث لها إدماء تتكاثر فيه الميكروبات والسموم التي تضر المستهلك ولو بعد حين من أكله ، كما أن عملية نقل الدجاج المجمد تحتاج الى إتباع أساليب منظمة لها مواصفات ومقاييس نحددها بعناية.
وشدد مدير دائرة الجودة في الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس على ضرورة تفعيل القانون رقم 44لسنة 99 والذي حدد العقوبات والإجراءات المتخذة عند وجود حالات مخالفة للمواصفات والمقاييس. وقال: يجب ان تقوم كل جهة بدورها في مجال الرقابة سواء وزارة الاشغال ووزارة الصحة ووزارة الصناعة والتجارة وكذلك الرقابة المجتمعية والتي تلعب دوراً كبيراً في تدارك وقوع اية كوارث ناجمة عن فساد في الاغذية.
لحوم فاسدة:
قام معد التقرير بزيارة عدد من المطاعم الشعبية بصنعاء ، واتضح ان عدد كبير منها يقدم لزبائنه الدجاج لتركي المجمد وبأسعار زهيدة، غير انه لاحظ ايضا ان لون لحم الدجاج قبل طبخه يوحي بفساده الى جانب ان اللحم بدا لينا للغاية عند لمسه قبل الطبخ.
وهو ما اكد عليه ابراهيم الشرعبي مالك احد المطاعم بصنعاء، الذي اقر ان الدجاج المجمد التركي المتواجد في الاسواق حاليا غير نظيف وفق تعبيره. لكن ابراهيم نفى ان يكون مطعمه ضمن المطاعم التي تقدم هذا النوع من الدجاج لزبائنها. واضاف في حديثه لـ(المركز اليمني للإعلام): الزبون لا يستطيع أن يفرق بين الدجاج التركي وغيره خصوصاً المشوي، لذا نحن لا نبيع الا الشيء الذي يمليه علينا ضميرنا ،ولأننا وغيرنا تضررنا من مسألة بيع الدجاج التركي بسعر زهيد فقد اتفقنا مع تجار الجملة الذين يقومون بتوريد الدجاج لمطاعمنا بشكل دائم على أن يخفضوا سعر الدجاج البرازيلي وفعلاً هذا ما حصل وما قمنا به، وليس لنا علاقة ببقية المطاعم التي تبيع الدجاج التركي المشكوك بصحة استخدامه.
ولانصاف نؤكد ان فساد الدجاج المجمد في السوق الحالية لا علاقة له بكونه تركي المنشأ وانما لكون الصفقة التي تم استيرادها من تركيا لم تخضع لإجراءات السلامة المتبعة عند نقل وحفظ اللحوم المجمدة، وتعرضت للتخزين السيئ فترة طويلة دون درجة البرودة اللازمة لحفظها، وفق ما اكد مصدر مسؤول في وزارة التجارة والصناعة طلب عدم الكشف عن هويته.
حماية المستهلك:
ذهبنا صوب الجمعية اليمنية لحماية المستهلك، والتقينا هناك برئيس الجمعية فضل منصور، الذي اكد تلقي الهيئة شكاوي من عدد من المواطنين بخصوص وجود علامات غير طبيعية في الدجاج المجمد المعروض في السوق، وخاصة في محلات الجملة بحي نقم (شرق صنعاء).
وعن الاجراءات التي قامت بها الهيئة لتلافي الضرر الذي قد يلحق بالمواطنين قال رئيس الهيئة: لقد ابلغنا وزارة الصناعة والتجارة والسلطات المعنية بالأمر، وطالبنا بإعادة تفعيل عمل المختبرات التابعة للهيئة العامة للمواصفات والمقاييس والجودة من أجل تدارك الكوارث الناتجة عن وجود منتجات غير صالحة للاستخدام ألآدمي وبالأخص المنتجات الغذائية التي تتدفق على السوق اليمنية.
اكتشفنا حينها ان المختبرات الخاصة بفحص عينات من المواد الغذائية والاستهلاكية لاستخراج شهادة الجودة لها، معطلة، ما يعني ان المواطن اليمني بات عرضة للتسمم الغذائي والامراض والفيروسات التي تنتقل عبر تناول هذه الاطعمة، حسب ما اكده الاطباء.
وحذر الدكتور عبدالملك العراني أخصائي امراض الباطنة، من انتشار أمراض معوية كـ الاسهالات الحادة التي قد يسببها الدجاج المجمد المنتشر في المطاعم والاسواق اليمنية.
والى ما هو اخطر من ذلك قال الدكتور العزاني لـ(المركز اليمني للإعلام) ان هذا النوع من اللحوم قد يسبب اثار جانبية خطيرة كـسرطان البنكرياس وتلف الخلايا و أمراض القلب، والسكري والتي لا تظهر على المدى القريب بعد أكل الدجاج المثلج غير الصالح للاستخدام الادمي، وانما تظهر اثارها لاحقا.
حجم الاستهلاك:
ووفق إحصائية رسمية فإن معدل استهلاك اليمنيين للحوم البيضاء يبلغ 265 أَلفَ طن سنوياً، وتبلع واردات اليمن سنوياً من البرازيل وفرنسا والأردن ودول أُخْـرَى من لحوم الدواجن بقيمة 44 ملياراً و441 مليون ريال بحسب أخر احصائية رسمية صادرة عن وزارة الصناعة والتجارة