(جامعة الحديدة نموذجاً ) الاستهداف الممنهج للجامعات الحكومية من تحالف العدوان وادواته وقوى الفساد وعصابات المصالح ... بقلم/ ا.د / عبدالله محمد الشامي
بقلم/ ا.د / عبدالله محمد الشامي
🔸مثلت الجامعات الحكومية أحد أهم الجبهات الرئيسية التي تصدت لمواجهة تحالف العدوان وهزيمته ، وافشلت مخططات ادوادته المحلية بما فيها تلك التي تعمل لتنفيذ أجندته في الداخل وعلى مستوى المؤسسات التعليمية .
واستطاعت الجامعات أن تسهم بفاعلية في تعزيز الصمود الشعبي من خلال استمرار العملية التعليمية والإدارية باعتبارها أحد روافد ومقومات إستقرار الحياة العامة وتطبيع الأوضاع في ظل ظروف بالغة الصعوبة وإمكانيات شبه معدومة ومؤامرات وارباكات مفتعلة وحملات تشويه منظمة ، تحطمت جميعها على صخرة الصمود والإرادة الصادقة لثلة من الرجال المخلصين في مؤسسات التعليم العالي التي استهدفها العدوان سابقا وحالياً واستشرى فيها الفساد واستحكم على مفاصلها وترك اثرا سلبيا بالغا على مخرجاتها .
ونستطيع القول أن الانجازات والنجاحات التي تحققت مثلت انتصاراً كبيراً و نجاحا باهراً في مثل هذه الظروف الاستثنائية العصيبة و بالمقارنة مع البيئة والظروف والإمكانات المتوفرة والاعاقات المفتعلة والتركة الموروثة .
وما يثير الدهشة والاستغراب حقا محاولات الاستهداف الممنهجة لهذه الجامعات ليس من العدوان وادواته فقط وانما من المحسوبين على القوى المناهضة للعدوان .. وكأن هذه المؤسسات تعاقب على صمودها ودورها ونجاحها .
لجامعة الحديدة نصيب كبير من هذا الجهد والنجاح .. ولها أيضا النصيب الأكبر من حملة الاستهداف الممنهجة للجامعات الحكومية القائمة حالياً ..
هذه الجامعة التي كانت الاكثر مأساوية والاشد معاناة خصوصا من حيث استشراء الفساد .. ناهيك عن الصعوبات الناتجة عن وجودها في قلب محافظة ومدينة محاصرة كليا، وتمثل هدفا رئيسيا لتحالف الشر والعدوان وتعرضت لاستهداف وقصف مباشر ...
استطاعت قيادتها خلال فترة قصيرة وعلى رأسها الأستاذ الدكتور / أحمد دغار رئيس الجامعة تحقيق انجازات وخطوات ملموسة واصلاحات جذرية على مختلف الأصعدة الأكاديمية والمالية والإدارية على أرض الواقع وقدمت نموذجاً رائدا ومتميزا على غيرها من الجامعات والمؤسسات .
ولسنا هنا بصدد استعراض تلك النجاحات والإصلاحات ومنها على سبيل المثال مكافحة الفساد وتجفيف منابعة وضبط الاختلالات الأكاديمية والإدارية والمالية وتفعيل الإستثمار لصالح الجامعة واراضي الموظفين وإدارة وتطوير مستشفى العلفي وغيرها ...
غير ان ذلك لم يرق لقوى الفساد ومراكز النفوذ وعصابات المصالح التي فقدت امتيازاتها ونفوذها وسطوتها وتضررت من الإصلاحات المنفذة في الجامعة وانكسرت محاولاتها الفاشلة لتعطيل العملية التعليمية وإغلاق الجامعة وتنفيذ اجندة اسيادها ومموليها في الرياض وأبوظبي واسطنبول وبالتنسيق والتماهي مع قوى الفساد التي عطلت دور الجامعات و استأثرت وتسلطت على ثروات البلاد ومقدراتها لعشرات السنين ..
في الحديدة التقت اطماع ومصالح أدوات العدوان مع قوى الفساد القديم الجديد ،، وشكلا تحالفا ثنائيا نشط تحت لافتات عديدة وتذرع بحجج ومبررات واهية لتنفيذ اجندته ... لكنها جميعها بائت بالفشل والخسران لأن هولاء لا يملكون سوى مصالحهم الأنانية الضيقة واهدافهم السياسية الدنيئة .. فلم يعد ينطلي على المجتمع بشكل عام وعلى منتسبي الجامعة بشكل خاص تلك الأجندات المكشوفة لأنهم يعرفونهم جيداً وجربوهم سنوات طويلة وذاقوا على ايديهم الأمرين .
ومن عجائب هذا الزمن أن اللصوص والفاسدين والمفسدين باتوا يتحدثون عن الشفافية والتقشف ومكافحة الفساد ويرمون غيرهم بتهم الفساد بالباطل ويلوكون القانون الذي غيبوه طوال فترة سطوتهم وسلطتهم وتفردهم .
والأدهى والأمر أن يأتي من يعتبر نفسه ضمن جبهة مواجهة العدوان ليحمي العصابات التي تشتغل لصالح العدوان وتنفذ أجندة سياسية مشبوهة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار .
لهؤلاء واسيادهم وأولياء نعمتهم في الداخل والخارج نقول لهم : أن الوقت لم يحن بعد لكشف كل الملفات المثقلة بالفساد واللصوصية الأكاديمية والإدارية والمالية ... فما زالت أولوياتنا حالياً هي مواجهة العدوان الخارجي والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية ودعم مقومات الحياة العامة واولها استمرار العملية التعليمية ... وبالنسبة للفساد فكل يعرف ماضيه وحاضرة ونحن نرحب ترحيبا حارا بفتح كل الملفات السابقة والحالية والتحقيق الشفاف فيها ونشر نتائجها واتخاذ أقسى العقوبات بحق مرتكبيها .. ونؤكد ان جرائم الفساد في التعليم من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم ..
وأخيرا نقول لهم جميعا كفوا عن هرائكم ولا تستغلوا تواطئ بعض الموغلين بالفساد والإفساد بالتماهي معكم ... وتلبية رغباتكم .. وإن غداً لناظره قريب ..
#ا.د / عبدالله محمد الشامي
نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي
(منقول من صفحته على فيس بوك )