ابكيك أيها اليمن التعيس بعد ان كنت سعيدا..(4) الباحث الاثارى والمرشد السياحى احمد السنوسى
ابكيك أيها اليمن التعيس بعد ان كنت سعيدا..(4)
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى
**وكانت العبادة الرئيسية في هذه المملكة آنذاك للشمس القمر وكما حدث في حضارات أخرى كثيرة،فجائها كتاب من اعظم ملوك الأرض آنذاك وهو الملك النبى سليمان عليه السلام فماذا فعلت هذه الملكة الرشيدة؟؟ وكانت المملكة السبئية آنذاك تشتهر بالعديد من المعابد والتي مازال الكثير من اطلالها موجودة حتى الان والتي من أهمها معبد (اوم) والذى كان قائما في عهد الملكة بلقيس بل كان المعبد الرئيسى للمملكة والذى يعرف باسم (محرم الملكة بلقيس) والذى اكتشف به مجموعة نقوش بالخط المسند وأعمال لملوك سبقوا الملكة بلقيس بنحو 600 سنة.ولقد قامت بدراسة هذا المعبد الامريكية (ميرلين فيليبس) رئيسة بعثة المؤسسة الامريكية لدراسات الانسان والتي قالت بان مجموع هذه النقوش وغيرها كانت جزءاً من مكتبة المعبد الذي يرجح انها كانت من اهم المعابد،ليس على مستوى جنوب الجزيرة العربية فحسب بل على مستوى العالم القديم.ولهذا المعبد من الناحية التاريخية والتأريخية أهمية كبرى لاظهار حضارة سبأ الكبرى والتي كانت قائمة في عهد النبى الملك سليمان ولما ذكر في القرن الكريم لقوله تعالى ((وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدت امرأة تملكهم واوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم)) وهذا المعبد العظيم كان مركزاً وطنياً ودينياً كبيراً لممارسة شعائر وعبادات وطقوس التقرب من آلهة القمر،كما تظهر انه كان مركزاً توثيقياً ايضاً لدولة سبأ.
** ولذك أيضا استعجب الهدهد نفسه من هذا الامر وكيف لممكلة عظيمة مثل هذه لا تعبد الاله الواحد وهم يعرفون بان الخالق واحد ولذلك قال كما جاء في القران الكريم ((وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله)) وكيف ذلك وهى ومملكتها اوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم.وهنا بدون مبالغة على الاطلاق عندما نقرا القول (اوتيت من كل شيء) فلابد ان يدخل ضمن هذا الاخلاق والعلوم والحساب والتحضر وكل شيء يفيد المجتمع من اجل الرقى والرخاء والتقدم،ولذلك عندما اتيها رسالة سليمان عليه السلام استجابت له على الفور ولكن لقوة شخصيتها ولاثبات بانها ملكة مثله ولديها من كل شيء علما وقوة فلقد قامت بعمل شيئين عظيمين وشهد لها التاريخ بل والقران الكريم نفسه وهما:-
الشىء الأول:- انها جمعت ساستها وكهنتها دليلا على الشورى والديموقراطية التي نتشدق بها الان وقالت لهم هذا خطاب من الملك سليمان وقالت لهم ((افتونى في امرى وما كنت قاطعة امرا حتى تشهدون)) فمثل هذه الشورى لم نجدها قط في اية حضارة أخرى قديمة وانها كملكة ليس لها الحق في فعل شيئا بمفردها دون التشاور مع قومها وساستها ثم تتخذ القرار الأهم والاصح بل الشورى هي التي ستوصل المجتمع الى قمة الرقى الحضارى والتقدم.
**والدليل على ذلك أيضا واحترام اهل العلم والسياسة لبعضهم البعض في هذه العصور السحيقة اجابها قومها بالقول القرانى العظيم البليغ وقالوا لها بكل عزة وفخر واحترام ((نحن اولو قوة واولو باس شديد فانظرى ماذا تامرين)) ولذلك اتعجب من اهل ساسة اليمن في وقتنا المعاصر وتلك الاحداث بينهم الان اليس فيهم رجلا رشيد؟؟ ان في قصة حضارة سبا الكبرى والملكة بلقيس لمواعظ وعبر وتدقيق يا أصحاب العقول.
فهم لم يخشون سليمان بكل ما اوتى بفضل الله من علم وقوة وجيش لانهم هم أيضا أصحاب حضارة وقوة وعلم وزراعة وصناعة ولو يريد سليمان الحرب فلنحاربه ومرحبا بالمعارك.ولكنها ولصفتها الحكيمة ولا تريد ضياع شعبها وسفك دماء وتريد السلام والامن فقالت قولها البليغ بما لديها من علم وحكمة فقالت لقومها ((ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة أهلها اذلة وكذلك يفعلون)) وهكذا تعلمنا من التاريخ أيضا قديمه وحديثه،فلما الحروب وسفك الدماء وماذا يريد منا سليمان ونحن اهل سلم ولسنا دعاة حرب ونحن أيضا نعبد الاله الواحد وما لدينا من الهة ما هي الا الهة وسيطة لان الخالق الواحد في اعلى السموات.
فاشارت اليهم بدهاء سياسى رفيع المستوى لعلها تتحق من صحة دعوة سليمان وقالت ((انى مرسلة اليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون)) وهكذا أرسلت وفدا منهم الى عرش لسليمان لتنظر فيما يبغى وما يريد.وهكذا كان ملوك سبا العظام وعلى راسهم جميعا الملكة بلقيس نفسها،فلم تاخذها العزة لتضيع شعبها وتحارب وتسفك الدماء من اجل رفعة شخصية او مجد شخصى،وهى كانت على علم كامل بان سليمان سوف يرفض هديتها بما لديها من حنكة وفطرة وقيادة حسنة.وهذا ما حدث بالفعل واعلن سليمان استعداده للحرب ضد هذه المملكة العظيمة.ولما علمت بالامر أعلنت سفرها لمقابلة سليمان نفسه وجها لوجه والوصول الى حلا يرضى جميع الأطراف وكانت الزيارة التاريخية الكبرى لمكلة سبا الى عرش سليمان.
** هذه المرأة اليمنية الشجاعة التي كتب عنها التاريخ بل وحضارات كثيرة ومازلت تحت الدراسة حتى يومنا هذا،وقامت بهذه الزيارة حقنا للدماء والمحافظة على دماء شعبها واملاك دولتها.ومن ناحية أخرى دينية رغب سليمان ان يثبت لها بانه رسول من رسل الله
وعمل لها المفاجاة الكبرى وهو التمثيل بعرشها او جلب عرشها نفسه بهذه السرعة وقبل وصولها اليه.فلما رأت عرشها العظيم امامها تعجبت من الامر وصدقت سليمان.
** وهنا أيضا لن وقفة كبرى مع هذه الملكة العظيمة عندما صدقت سليمان وأعلنت التسليم للاله الواحد بدون وسطية او الهة في معابدها فقالت قولها البليغ ((قالت ربى انى ظلمت نفسى واسلمت مع سليمان لله رب العالمين)) فلقد قالت اسلمت مع سليمان ندا بند لانها ملكة عظيمة ولديها من العلم الكثير وحضارة كبرى ليست بهينة على الاطلاق فقالت (مع سليمان) وهكذا الملوك ندا بند حتى لو في الايمان بالاله الواحد.وكان هذا الحدث كما سبق القول الشىء الأول عندما اتاها كتاب سليمان عليه السلام،اما الشىء الثانى فسيكون في المقال القادم ان شاء الله،ولكنى قبل ان اختم ههنا اتعجب فعلا وحقا فيما يحدث في بلاد اليمن في هذه الأيام الغابرة،فما يحدث في اليمن هذه الأيام الغابرة ليس في الإسلام من شيء ولا حتى حضاريا في شيء والسؤال ههنا:لما كل ذلك؟؟ حتى ولو كان الامر خارجى من الامارات او امريكا او السعودية اوغيرهما اليس في حديثى ههنا عن الملكة بلقيس لفيه العبر كلها تاريخيا وحضاريا وممكن ان ناخذ منها الدرب لاعادة الهدؤ والاستقرار الى اليمن السعيد.
** يا اهل اليمن لكم في حضارتكم القديمة العبر الكبرى فلناخذ بها ولكم في الإسلام العبر الكبرى فلناخذ به،اما ان تتركوا الإسلام وتتركوا الحضارة العظيمة فماذا يتبقى لكم بعد ذلك؟؟يا اهل الحرب في اليمن يا اهل السياسة في اليمن فالكل الى فناء والكراسى ليست بدائمة انما الباقى الوطن انما الباقى الوطن انما الباقى الوطن،فخذوا كل المناصب والكراسى ولكن خلولى الوطن
وللحديث بقية لو كان في العمر بقية مع المقال القادم باذن الله..مع شكرى وتقديرى للاهتمام والمتابعة.
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى