مهرج ماهر في سيرك كاك بنك بقلم : صالح عمار
مهرج ماهر في سيرك كاك بنك
بقلم : صالح عمار
وصلت سياسة ذر الرماد إلى العيون أوجها وأوصلت آلة الزمن التي يقودها محمد اللاعي كاك بنك إلى مرحلة الاضحوكة بين البنوك محليا و خارجيا ليعود به إلى الخلف .. إلى مطلع التسعينات من القرن الماضي .. و ليعلن ذاك في حفل كرنفالي حضره كل من ينتظر نصيبه من المكافأة على الفشل الذريع ..
كاك بنك أعلن صافي أرباح تبلغ 2 مليار 173 مليون و كان أمينا جدا بإضافتها و 400 ريال و ذلك بنهاية العام 2016 .
هذه المؤسسة الوطنية التي قادت القطاع المصرفي اليمني منذ العام 1997 و حتى استلم إدارتها فهلوي التمويل الأصغر محمد اللاعي في العام 2015. تتكبد خسائر حقيقية تتجاوز 15 مليار ريال بمعنى أن رأس مالها تأكل و لم يبقى منه سوى 4 مليار ريال و هو ما يساوي رأس المال الذي استلمه العملاق حافظ معياد عند تعيينه رئيسا للبنك ... ليصل راس مال البنك في غضون سنوات إلى 19 مليار ريال.
أن جميع البنوك ابتداء من بنك اليمن الدولي (وهو البنك الذي يحقق أعلى ربحية في السوق اليمني تصل و أحيانا تتجاوز 12 مليار ريال سنويا) و مرورا بالبنك الصاعد بنك اليمن و الكويت ( و هو البنك الذي حقق أعلى معدلات النمو في السوق مؤخرا ) ... جميعهم متفاجئون من النتائج التي أعلنها اللاعي .. و يستغربون لجرأته في الضحك على مجلس الإدارة و الجمعية العمومية . و اعلان هذا المبلغ الضئيل من الأرباح و الوهمية في الوقت نفسة ليلتزم بذلك سياسة النعامة في دس رأسها في التراب لتجنب مواجهة المشكلة العملاقة التي ربما أشك أن تبقي على البنك مستمرا لعام آخر و عامين أن لم يتداركها المسؤولين في أيا من الحكومتين اليمنيتين. . و الآتي آثرتا معركة الموت على معركة الحياة .
إن كاك بنك قد حقق أرباحه الوهمية المعلنه بتقييم مركز عملته الصعبة و الذي يعاني من عجز فيه بسعر 250 ريال للدولار في حين يصل السعر الفعلي للدولار في الحسابات المصرفية إلى 400 ريال و السعر الفعلي للنقد إلى 360 ريال و يعلم جميع المصرفيين كبارا و صغار و كذلك التجار و قيادة البنك المركزي من أنه لا مناص من رفع سعر الدولار في البنك المركزي الى 300 ريال أو 350 ريال خلال العام الجاري 2017.
لنصل إلى سعر منطقي و قريبا من الواقع للدولار و هي خطوة هامة في التقييم المالي للأصول و في الاتجاه لتحقيق استقرار اقتصادي و لهذا السبب أعلنت البنوك الأخرى أدنى مستوى من الأرباح أو أنها لم تعلن عن تحقيق أي أرباح لانها فضلت أن تضع أرباحها كاحتياطيات أو مخصصات لمواجهة الخسائر الناتجة عن ارتفاع سعر الدولار .. او اتجهت نحو شراء الدولار بسعر السوق لتغطي العجز في مركز عملتها و تضحي بهذا القرار بأرباحها للعام 2016 مقابل الصدق و الامانه و الثقة التي هي الراس مال الحقيقي للبنوك .. و هي بذاك قد احترمت عقول المتابعين للشأن الاقتصادي اليمني و كانت شجاعة أمام مجالس إدارتها و أمينه أمام نفسها و موظفيها و عملائها و استحقت بذلك من اليمنيين الاحترام و من العملاء مزيد من ثقتهم و هو ما يفسر أعلى معدلات النمو التي تحققه هذه البنوك...
أما إذا عدنا للحالة الشاذة في نموذجنا الاقتصادي فنجد أن حجم العجز غير المغطى من العملة الصعبة في كاك بنك و منذ أن تولى اللاعي إدارة البنك فيصل الى حوالي 300 مليون دولار تم تقييمه بسعر 250 ريال ليعلن عن أرباح 2 مليار و 173 مليون و 400 ريال و في حقيقة الأمر فإن خسارة البنك من هذا البند تصل إلى 30 مليار ريال لو تم تقييمه بسعر السوق الأدنى و المرشح بقوة للصعود و هو 350 ريال أي أن رأس مال البنك سيكون بالسالب بمبلغ 11 مليار ريال و لو تم تقييم ذلك العجز بسعر أقل و هو السعر المرجح أن يعتمده المركزي خلال العام الجاري مرحليا و هو 300 ريال للدولار فستكون الخسارة مبلغ 15 مليار ريال كما أشرنا في السطور الأولى لهذا المقال ..
و إذا علمنا أن حجم محفظة الإقراض التي للبنك على العملاء في قروض الأفراد و بضمان المرتبات تصل إلى 10 مليار ريال و أن هذه القروض لم تحصل منذ 10 أشهر و بالتالي يجب أن تصنف وفقا لمعايير البنك المركزي و المحاسبة الدولية فإن هذه الخسائر سترتفع بنهاية يونيو من العام الجاري 2017 بمبلغ يصل إلى 10 مليار ريال.
أن مهرج التمويل الأصغر يلعب لعبة أكبر من حجمه و حجم البنك و أثقل من أن يستوعبها الاقتصاد الوطني و يجب أن تجري التحقيقات و يسلط الضوء على هذه اللامسؤولية .. إن اللاعي يبذل جهوده للخروج من البنك خلال العام الجاري لينتقل إلى البنك المركزي في عدن مخلفا كارثة اقتصادية كبيرة في صنعاء .. و يغمض الدكتور محمد السياني عينيه عنه و هو الرجل المسؤول الذي يعرفه اليمنيين و الذي أثر أن يتحمل مخاطر العمل لخدمة الوطن في هذه الظروف .. و لكن قرب اللاعي منه و لأنه من اختار اللاعي رئيسا لكاك بنك يكلفه و يكلف اليمنيين الكثير
يطبع هذا المقال و نحن على ثقة بأن مبلغ لا يقل عن 2 مليون ريال قد دخلت حساب اللاعي و مثلها او قريبا منها لكل عضو من اعضاء مجلس إدارته و جمعيته العمومية و نصفها تقريبا لكل عضو في إدارته التنفيذيه مكافأة و ثمنا لدور كل واحد منهم في هذه المسرحية الهزلية اقتصاديا و الثقيلة على جيوب اليمنيين و المستهترة بأرواح شهدائهم الذين يموتون من أجل بناء الوطن و حمايتها من العابثين بثرواته
حمى الله اليمن من أعداء الداخل و الخارج و كف أيدي العابثين عن ثرواته و نسأله أن يوقض الشرفاء من أبنائه لقول الحق و الدفاع عنه قبل أن يفوت الوقت و ينفذ القضاء فينا